الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

الاحتلال يرفض هدنة بغزة والمقاومة تكثف صواريخها


رفضت الحكومة الإسرائيلية المقترح الفرنسي للتوصل لهدنة مدة 48 ساعة لدواع إنسانية متعهدة بمواصلة العدوان العسكري على غزة, في وقت تواصلت غارات الاحتلال الجوية مخلفة نحو 400 شهيد وألفي جريح, مع دخول اليوم الخامس منذ بدئها.

وقال متحدث باسم الحكومة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت قال إن الظروف غير مناسبة الآن لوقف إطلاق النار في غزة.

ورغم الرفض المبدئي, فإن أولمرت عاد وقال بعد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر المعني بشؤون الأمن اليوم إنه إذا أمكن التوصل إلى "حل دبلوماسي يضمن حقيقة أمنية أفضل في الجنوب, حينها سندرس الأمر".

وجاء قرار الاحتلال بعد ساعات من تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بيجال بالمر وصف فيها مقترح باريس بأنه "غير واقعي". وأضاف أن "المقترح لا يشمل أي ضمانات من أي نوع بأن حماس ستوقف إطلاق الصواريخ والتهريب".

وكان اجتماع ثلاثي ضم أولمرت بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عقد الليلة الماضية بحث المقترح الذي تقدم به الوزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنر لوقف إطلاق النار لمدة يومين للسماح بدخول المعونات والمساعدات الإنسانية.

حماس مستعدة
وفي أول تعليق على القرار الإسرائيلي, أبدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لدراسة مقترحات للتهدئة بغزة. وذكرت وكالة رويترز أن المتحدث باسم الحركة أيمن طه قال "إذا ما عرض علينا أي عرض فسوف ندرسه نحن مع أي مبادرة توقف العدوان فورا وترفع الحصار بشكل كامل".

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن حماس مستعدة لوقف هجماتها من غزة بشرط رفع الاحتلال الحصار المفروض عن القطاع. وقالت موسكو إن هذا الإعلان جاء بعد مكالمة بين وزير خارجيتها سيرغي لافروف ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

مسافات أعمق

صواريخ المقاومة ألحقت أضرارا مادية وبشرية ونفسية بالإسرائيليين (الفرنسية)
على الصعيد الميداني, قال جيش الاحتلال إن نحو 20 صاروخا أطلقت على المناطق الإسرائيلية من غزة صباح اليوم, من بينها ستة صواريخ من نوع "غراد". كما أقر الاحتلال بأن صواريخ المقاومة تصل مسافات أعمق داخل إسرائيل مما كانت تصلها من قبل.

وأضاف الجيش أن إسرائيليين أصيبا بجروح, مشيرا إلى أن أحد الصواريخ أصاب فندقا في بئر السبع. وقد أغلقت السلطات الإسرائيلية المدارس والجامعات في مدينتي بئر السبع وسديروت.

وفي وقت سابق أبلغ متحدث باسم الاحتلال الإذاعة الإسرائيلية بأن 55 إسرائيليا تلقوا علاجا طبيا بعد إصابتهم بحالة صدمة وذهول ببئر السبع بعد سقوط صاروخ غراد.

الفصائل تتبنى
بدورها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مسؤوليتها عن إطلاق صاروخي غراد على بئر السبع التي تبعد نحو 40 كلم شرقي قطاع غزة. كما أطلقت صاروخي "قسام" على منطقة "كيبوتس بئيري".

وأضافت الكتائب أنها أطلقت أيضا ثلاثة صواريخ من نوع "غراد" على مدينتي "أوفيكم وكريات ملاخي", بالإضافة إلى صاروخي قسام على منطقة زيكيم شمالي القطاع.

كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف بلدة سديروت بالصواريخ. وقصفت لاحقا مدينة عسقلان بثلاثة صواريخ. وقالت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إنها أطلقت صاروخين على سديروت.

غارات وشهداء

وجاءت تلك التطورات في وقت ذكر مراسل الجزيرة أن غارات إسرائيلية ليلية استهدفت فرقاء إسعاف قرب مخيم جباليا, ما أدى إلى استشهاد طبيب وأحد المسعفين وإصابة آخر بجروح.

كما استشهد فلسطينيان اثنان وجرح أربعة آخرون في غارة إسرائيلية عصر اليوم بمدينة خان يونس جنوبي القطاع. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن القصف بصاروخين استهدفا عربة يجرها حمار.


وقالت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة إن طائرات استطلاع أطلقت صواريخ باتجاه المناطق التي يطلق منها المقاومون الفلسطينيون الصواريخ، بالإضافة إلى بعض الأراضي الزراعية. وقالت أيضا إن الزوارق البحرية قصفت اليوم شواطئ غزة وتحديدا ميناء الصيادين بعدد من القذائف.

وأشارت المراسلة إلى أن طيران الاحتلال قصف أيضا ورشة حدادة مما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين في المنازل المجاورة لها.

كما أصيب أربعة فلسطينيين بجروح مختلفة في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لناشط بسرايا القدس. وقال شهود عيان إن هناك إمكانية لوجود عدد من الشهداء تحت أنقاض المنزل.

من جهة أخرى قالت الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية في بيان إنها عقدت اجتماعات "سرية" رغم الغارات الإسرائيلية. وأضافت الحكومة أن الاجتماعات عقدت بحضور كافة "أركانها". وطالبت الحكومة بوقف فوري للعدوان على غزة ووصفت العدوان بأنه "حرب حقيقية".

المصدر: الجزيرة + وكالات

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية