الأربعاء، 26 نوفمبر 2008
قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في العراق
قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في العراق
فاس ـ لحسن والنيعام
لا تزال عائلة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تنتظر اتصالات من المسؤولين المغاربة لإخبارها بمكان وجود رفات ابنها وبمكان دفنه في العراق التي لقي فيها حتفه في الخامس من شهر أكتوبر الماضي على يد قوات التحالف في معركة وصفت بالشرسة في الموصل. عائلة محمد مومو التي تسكن في حي النرجس، وهو من الأحياء الراقية بالعاصمة العلمية فاس، ترفض لحد الآن أي ظهور في وسائل الإعلام، خوفا من أي مضايقات أمنية أو ضغوطات اجتماعية من المحيط بسبب تهمة «الإرهاب» التي تلاحق ابنها.
وتقول مصادر مقربة من العائلة إن محمد، الذي ظهر اسمه فجأة في لائحة معارك القاعدة في بلاد الرافدين، لم يكن من المحسوبين على أي تيار ديني متطرف قبل أن يغادر المغرب. وتحكي نفس المصادر أن عددا من رفاقه في الطفولة صدموا لما تلقوا خبر وفاة «أبو قسورة» وهو في العراق يحارب باسم القاعدة.
وإذا لم يكن مومو، الملقب كذلك بـ«أبي سارة»، معروفا لدى الأجهزة الأمنية في ملفات ما يعرف بالإرهاب قبل أحداث 16 ماي 2003، فإن ظهور تنظيم القاعدة في العراق بأسماء قيادية من مختلف الدول أبان عن اسمه كأحد قيادييه. وهو المعطى الذي دفع السلطات الأمنية المغربية إلى إعداد ملف حوله. وتورد المصادر أن العائلة استقبلت عدة مرات، قبل الإعلان عن وفاة ابنها، رجال أمن بأزياء مدنية، يسألون في كل زيارة عن تفاصيل دقيقة من حياة الهالك الذي كان يعد الرجل الثاني في القاعدة. هاجر محمد مومو من فاس، حيث تربى وترعرع، إلى السويد، وكان عمره 15 سنة. وتقول المصادر إن هذه الهجرة، التي بدأت في الثمانينيات من القرن الماضي، تمخص عنها ميلاد قناعات أخرى لدى هذا الشاب الذي اختار امتهان حرف موسمية تدر عليه ما يكفيه من مال للعيش رفقة عائلته الصغيرة المكونة من 5 أبناء وزوجة سويدية. المصادر ذاتها تضيف أن التحول الكبير سيطرأ على «أبو قسورة» في بداية القرن الحالي، وهي البدايات التي اتهمت فيها الإدارة الأمريكية بارتكاب اعتداءات في حق المسلمين، وتزامنت هذه التحولات مع ظهور خطاب القاعدة بقيادة أسامة بن لادن. وبدأ اسم هذا الشاب يرد في تقارير الاستخبارات السويدية والأمريكية. أما في المغرب، فلم يذكر إلا بعد أحداث 16 ماي 2003، ووضع اسمه في لائحة المبحوث عنهم من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وطبقا للمصادر، فإن محمد مومو لم يتوجه إلى العراق إلا في سنة 2004، وقبلها كان في أفغانستان وإيران، ليعود مرة أخرى إلى السويد. وتضيف المصادر أن هذه التحركات مكنته من ربط علاقات أكثر متانة مع القيادات الميدانية لتنظيم القاعدة. وبعد مرور سنتين، أي في سنة 2006، توجه «أبو قسورة» مرة أخرى إلى العراق، لكنه دخلها هذه المرة من الجهة الشمالية، وانقطعت أخباره. وتفيد المصادر بأن فترة «الاختفاء» هذه هي التي اقترب فيها أكثر من زعيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي. لكن بعد مرور بضعة شهور، فاجأ هذا المغربي الاستخبارات الأمريكية والسويدية وبعدها المغربية بظهوره «أميرا» للمنطقة الشمالية لتنظيم القاعدة ببلاد الرافدين، وأصبح الرجل الثاني في التنظيم بهذه المنطقة بعد أبو أيوب المصري. وتذهب المصادر إلى أنه ظهر وهو يتولى القيادة بهذه المنطقة بطابع أشد قسوة، وهو ما لم يكن من صفاته قبل انضمامه إلى صفوف القاعدة لقتال الأمريكيين في العراق. المصادر ذاتها تحكي أنه كان المسؤول عن تدبير ملف المقاتلين الأجانب في العراق، وتتهمه بعض الأوساط بالتشدد في التعامل مع هؤلاء الأجانب كلما أبدوا رغبة في العودة إلى بلدانهم، دون إتمام عمليات ما تسميه القاعدة بـ»الجهاد». لكن القوات الأمريكية تمكنت من قتله بعد مداهمة بيت كان يختبئ فيه رفقة بعض من «إخوانه» في الموصل، وقبل أن يسقط قتيلا برصاص الأمريكيين، دارت بين مجموعته وبين القوات الأمريكية معركة وصفت بالشرسة، أطلق فيها «الجهاديون» الكثير من الرصاص، لكنهم سقطوا في النهاية في ساحة المعركة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2008
(136)
-
▼
نوفمبر
(66)
- بِينَاتْهُمْ
- حكاية البيضة والدجاجة.. بطريقة أخرى
- الأرقام الهاتفية مجهولة الهوية تثير مخاوف الأجهزة ...
- شريط من أربع ساعات يكشف تفاصيل شبكة للدعارة ببني ملال
- الوضع الاجتماعي يدفع الفتيات الى ممارسة الدعارة في...
- كم يبلغ راتب الملك محمد السادس؟
- الخطايا السبع
- الكوفية الفلسطينية تدخل عالم الموضة وتثير جدلا في ...
- حملة " حجابي عفتي " المغربية تتخطى الحدود الجغرافية
- ذكريات الدم لا تزال عالقة بين المغاربة والاسبان
- صورة وتعليق
- الممثلون
- مغربية تروي عذابها بين أيدي المتاجرين بالبشر في قبرص
- قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في...
- خارطة طريق لمصالحة الأجهزة الأمنية مع القانون
- شبح العنصرية يحاصر مغاربة الخارج
- الغلاء يُحوّل عيد الأضحى لكابوس يقض مضجع الفقراء
- حجابي عفتي
- قفطان بالكبص
- 1500 جندي مغربي يمشطون «قندهار»
- إصدار جديد لـ«قناص السجون»
- حرب مفتوحة بين أرباب المقاهي والسلطات بالمغرب عنوا...
- المغاربة... وموسم الهجرة إلى اليونان
- حملة نسائية ضد 'سلطان التبرج' في المغرب
- استنساخ دعوات العشاء الملكي بعشرة دراهم
- سميرة في الضيعة
- بلجيكا تقطع تعاونها الأمني مع «لادجيد»
- الحركة الأمازيغية... حالة حرب معلنة!
- عيشة قنديشة
- الصمت أكبر محرض على ارتفاع جرائم الاعتداء الجنسي ع...
- أمريكا تطلب من دول الخليج مساعدة بقيمة 290 مليار د...
- هل يوجد أحد في الطائرة؟
- " غوانتاناموات " المغـــــرب!
- سيدات وسيدات
- كيف تمت سرقة المغرب؟
- الحـيـاة الـزوجـيـة دون وثـائـق
- مباراة ضد التاريخ
- إشاعة زواج محمد السادس من امرأة ثانية!
- رونالدو يقضي ليلة ماجنة في فاس ومنع مغربيات من مرا...
- هؤلاء الملكيون أكثر من الملك
- الإسبانيات يتمردن أحسن..
- هيفاء وهبي تفضل بابا نويل على الشيخ نصر الله
- طلب يد أميرة مغربية فأحيل للتحقيق واتهم بالجنون!
- من سيربح المليار ؟
- الكوكايين يعبر فوق الجسر المغربي إلى أوربا
- شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقي...
- ناشط أمازيغي مغربي يتزوج في كنيسة بولونية
- المغرب يقاضي القناة الفرنسية الخامسة
- نداء من أجل الحرية والكرامة
- فصل المقال في ما بين الهريف والتخريف من اتصال
- تقنيات التعذيب بالمغـرب
- مشروع قانون جديد لتجريم التحرش الجنسي في المغرب
- 50 فرنك ضد 600 مليون
- دروس من العالم الحر
- رسالة من حمار مغربي إلى حمار أوباماسعيد الشطبي«سيد...
- بمبلغ لا يتعدى 1300 درهم... طالبات يعشن الحرمان لم...
- رحمة الأب '.. تنقذ ابنته المغربية من الدعارة
- اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
- النشرات الجوية في المغرب تنتصر على نور ومهنّد
- كاريكاتير
- فضائح أخرى بسجن «أبو غريب» بفاسفاس ـ لحسن والنيعام...
- الأمن يقتحم نقابة ابن الصديق «بحثا» عن المعطلين
- الزبدة وثمنها
- :: بيوت كثير من المغاربة لا تصلح لممارسة الشعائر ا...
- حكاية لا تنـــــام
- غير بالعَـرْبيّة عافاكْ
-
▼
نوفمبر
(66)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق