الأحد، 16 نوفمبر 2008
شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقيق الأبيض
شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقيق الأبيض
حنان بكور
توصل فريق بحث تابع للمنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، خلال إعداده لدراسة ميدانية حول موضوع «عاملات الجنس والأمراض المنقولة جنسيا والسيدا»، إلى وجود شبكتين متخصصتين في استقطاب الطالبات الجامعيات لممارسة الدعارة تنشطان على أبواب الأحياء الجامعية. وحسب الدكتور عزوز التوسي، عضو فريق البحث، فإن «الشبكتين معا تنشطان على أبواب الحي الجامعي أكدال». وأكد الدكتور عزوز التوسي، خلال الندوة الصحفية التي نظمتها المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا مساء أول أمس الخميس بالرباط، أن التحريات التي أجراها فريق البحث أثبتت نشاط هاتين الشبكتين بقوة بالحي الجامعي بأكدال، كما أن التصريحات المستقاة مكنت فريق البحث من تتبع خيوطها ومدى تأثيرها على حياة العديد من «الطالبات اللواتي يتحولن تحت الضغط المستمر لأفراد الشبكتين إلى عاملات جنس». ولم يخف المتحدث ذاته أن شبكات أخرى تنشط على أبواب أحياء جامعية أخرى، حيث يتم التربص بالفتيات الصغيرات، وخاصة طالبات السنة الأولى، ويتم إغراؤهن قبل أن يدمجن في دوامة عالم البغاء.
إلى ذلك، حملت نتائج البحث الذي قامت به المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا عن أوضاع عاملات الجنس والأمراض المنقولة جنسيا أرقاما صادمة عن معدلات سن الفتيات المتعاطيات للدعارة، حيث نزل معدل السن إلى ست سنوات. وتفيد الأرقام التي توصل إليها البحث الذي ضم 500 حالة كعينة، حسب الدكتورة نادية بزاد، رئيسة المنظمة، بأن هناك مغربا آخر بيننا، حيث إن 32.6 في المائة من هذه الحالات مارست أو مورست عليها أول عملية جنسية في سن يتراوح ما بين 6 سنوات و15 سنة. وأكدت البحث أن الطفلات في هذا السن لا يمكن إلا أن يكن ضحايا عمليات اغتصاب أو تغرير. كما أن 59.4 في المائة من المستجوبات تلقين مقابلا ماديا عن الممارسة الجنسية، وتتراوح أعمارهن ما بين 9 و15 سنة. وقد يصل عدد الزبائن إلى 50 زبونا في الأسبوع. واعتبرت الدكتورة نادية بزاد أن الأرقام المتوصل إليها جد خطيرة، مشيرة إلى أن المنظمة تدق ناقوس الخطر، داعية جميع القوى الحية إلى التدخل من أجل ضبط الوضع، خصوصا في ظل تفاقم انتشار الأمراض المنقولة جنسيا، حيث إن هناك احتمال وقوع ما يقارب 600.000 حالة إصابة بأمراض من هذا النوع سنويا.
وتشير خلاصات البحث، الذي تناول حوالي 500 حالة تنتمي إلى منطقة الأطلس المتوسط وسوس والرباط، إلى أن نسبة الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 16 و20 سنة من المتعاطيات للبغاء تتركز أكثر في كل من إقليم أزو وبني ملال والحاجب. كما توصلت نتائج البحث إلى أن غالبية عاملات الجنس تعانين من الأمية، حيث إن 31.5 في المائة من المستجوبات لم يلجن أبدا فصلا دراسيا، و32.5 في المائة فقط بلغن التعليم الثانوي، و21.1 في المائة بلغن التعليم العالي، وتتركز النسبة الأخيرة بشكل أكبر بالرباط وسلا. وفي هذا السياق، قال الدكتور عزوز إن النتائج المتوصل إليها تشير إلى أن هناك تحولا في بنية احتراف الجنس، حيث لم يغد مقتصرا على الفئات ذات المستويات التعليمية الدنيا.
وحسب نتائج البحث، فإن 13 في المائة من تلك العينة، هن فتيات صغيرات لم يفقدن بكارتهن ويمارسن الجنس بطرق شاذة أو ما يصطلح عليه بـ«الوجبات السريعة»، وهذه الفئة أقل وعيا بخطورة انتقال الأمراض المنقولة جنسيا، اعتقادا منهن أن انتقال الفيروس لا يكون إلا بالإيلاج.
وتمثل العازبات الأخريات 34.5 في المائة من العينة، والكثير منهن سبق أن تعرضن لعمليات اغتصاب أو تغرير أو طرد من طرف الأسرة أو هجرن سكناهن لسبب اجتماعي. وهناك المطلقات، وتمثلن أعلى النسب 39.8. وهناك أيضا المتزوجات، واللواتي بالرغم من أن نسبتهن ضعيفة، 4 في المائة، إلا أن هذا المعطى يستوجب، حسب فريق البحث، الملاحظة. كما أن 46.5 يعشن خارج أسرهن، و79 في المائة من المستجوبات أكدن أنهن يعلن بشكل جزئي أو كلي أشخاصا آخرين.
وحسب نتائج الدراسة دائما، فإن نصف عدد المستجوبات أكدن امتهانهن للجنس بشكل دائم، بينما اعتبرت نسبة 34.2 في المائة أنه مناسباتي، و14.9 في المائة أنه موسمي، علما بأن الممارسة الدائمة توجد بشكل أكبر في ولاية فاس، حوالي 73.6 في المائة من مجموع العينة المحلية، و10.8 في المائة من العينة الإجمالية للدراسة.
وبخصوص الاحتياطات التي تتخذها عاملات الجنس المستجوبات أثناء الممارسة الجنسية، توصل البحث إلى أن 43.5 في المائة من مجموع العينة غير متعودات على استعمال العازل الطبي، كما اعتبرت 68 مستجوبة أن الحصول عليه أمر ليس بالسهل، فيما اعتبرت 172 أخرى ثمنه مرتفعا، و47.7 في المائة أكدن أنهن يخضعن لرغبة الزبون إذا ما رفض استعمال العازل. أما عن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، فقد أثبت الدراسة أن نصف المستجوبات يفضلن الذهاب إلى طبيب خاص في حالة إدراكهن أنهن مصابات بمرض منقول جنسيا، ولم تعرب سوى 10 في المائة منهن أنهن سيلجأن إلى التداوي الذاتي أو بالأعشاب.
وخلصت الدراسة إلى أن الوعي بسبل الوقاية يبقى ضعيفا، تنتابه الكثير من التمثلات الخاطئة والخطيرة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2008
(136)
-
▼
نوفمبر
(66)
- بِينَاتْهُمْ
- حكاية البيضة والدجاجة.. بطريقة أخرى
- الأرقام الهاتفية مجهولة الهوية تثير مخاوف الأجهزة ...
- شريط من أربع ساعات يكشف تفاصيل شبكة للدعارة ببني ملال
- الوضع الاجتماعي يدفع الفتيات الى ممارسة الدعارة في...
- كم يبلغ راتب الملك محمد السادس؟
- الخطايا السبع
- الكوفية الفلسطينية تدخل عالم الموضة وتثير جدلا في ...
- حملة " حجابي عفتي " المغربية تتخطى الحدود الجغرافية
- ذكريات الدم لا تزال عالقة بين المغاربة والاسبان
- صورة وتعليق
- الممثلون
- مغربية تروي عذابها بين أيدي المتاجرين بالبشر في قبرص
- قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في...
- خارطة طريق لمصالحة الأجهزة الأمنية مع القانون
- شبح العنصرية يحاصر مغاربة الخارج
- الغلاء يُحوّل عيد الأضحى لكابوس يقض مضجع الفقراء
- حجابي عفتي
- قفطان بالكبص
- 1500 جندي مغربي يمشطون «قندهار»
- إصدار جديد لـ«قناص السجون»
- حرب مفتوحة بين أرباب المقاهي والسلطات بالمغرب عنوا...
- المغاربة... وموسم الهجرة إلى اليونان
- حملة نسائية ضد 'سلطان التبرج' في المغرب
- استنساخ دعوات العشاء الملكي بعشرة دراهم
- سميرة في الضيعة
- بلجيكا تقطع تعاونها الأمني مع «لادجيد»
- الحركة الأمازيغية... حالة حرب معلنة!
- عيشة قنديشة
- الصمت أكبر محرض على ارتفاع جرائم الاعتداء الجنسي ع...
- أمريكا تطلب من دول الخليج مساعدة بقيمة 290 مليار د...
- هل يوجد أحد في الطائرة؟
- " غوانتاناموات " المغـــــرب!
- سيدات وسيدات
- كيف تمت سرقة المغرب؟
- الحـيـاة الـزوجـيـة دون وثـائـق
- مباراة ضد التاريخ
- إشاعة زواج محمد السادس من امرأة ثانية!
- رونالدو يقضي ليلة ماجنة في فاس ومنع مغربيات من مرا...
- هؤلاء الملكيون أكثر من الملك
- الإسبانيات يتمردن أحسن..
- هيفاء وهبي تفضل بابا نويل على الشيخ نصر الله
- طلب يد أميرة مغربية فأحيل للتحقيق واتهم بالجنون!
- من سيربح المليار ؟
- الكوكايين يعبر فوق الجسر المغربي إلى أوربا
- شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقي...
- ناشط أمازيغي مغربي يتزوج في كنيسة بولونية
- المغرب يقاضي القناة الفرنسية الخامسة
- نداء من أجل الحرية والكرامة
- فصل المقال في ما بين الهريف والتخريف من اتصال
- تقنيات التعذيب بالمغـرب
- مشروع قانون جديد لتجريم التحرش الجنسي في المغرب
- 50 فرنك ضد 600 مليون
- دروس من العالم الحر
- رسالة من حمار مغربي إلى حمار أوباماسعيد الشطبي«سيد...
- بمبلغ لا يتعدى 1300 درهم... طالبات يعشن الحرمان لم...
- رحمة الأب '.. تنقذ ابنته المغربية من الدعارة
- اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
- النشرات الجوية في المغرب تنتصر على نور ومهنّد
- كاريكاتير
- فضائح أخرى بسجن «أبو غريب» بفاسفاس ـ لحسن والنيعام...
- الأمن يقتحم نقابة ابن الصديق «بحثا» عن المعطلين
- الزبدة وثمنها
- :: بيوت كثير من المغاربة لا تصلح لممارسة الشعائر ا...
- حكاية لا تنـــــام
- غير بالعَـرْبيّة عافاكْ
-
▼
نوفمبر
(66)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق