الاثنين، 24 نوفمبر 2008
استنساخ دعوات العشاء الملكي بعشرة دراهم
المهدي الكراوي
مهرجان مراكش للسينما «شاخ قبل وقته»، هكذا علق متابع مهتم بتفاصيل المهرجان الدولي الذي انطلق بإشعاع قوي وبأفكار ومشاريع فنية وجمالية طلائعية، وحولته نجمات السينما المغربية مع نجومها إلى ممر ضيق من حمام شعبي مليء بنميمة الحكي والتشفي ودسائس الظلمات.
المشاهد لخطى الفنانين المغاربة وهم يبسطون خفة أرجلهم فوق السجاد الأحمر، يعتقد أن الأمر يتعلق بافتتاح مهرجان لسيرك موسكو أو مونتي كارلو، أما فئة من فناناتنا فقد أصبحن ينتظرن المهرجان، فقط لإظهار قفاطينهن المزركشة بـ«السفيفة»، مع أثوابهن الآتية من بانكوك وروما وباريس ودبي واسطنبول، كما لو أن السينما كفن جمالي إنساني لا يقاس ولا يستقيم إلا مع البذخ في الملبس والمأكل، وتلك حكاية أخرى.
بمراكش أضحى هم المنظمين هو «هوامش» المهرجان وليس العروض السينمائية والمناقشات التوعوية والتربوية والتثقيفية، وهذا الهامش، هو بالتأكيد كل تلك السهرات واللقاءات المظلمة التي تستدعى إليها شخصيات منتقاة بأظفار مقلمة ونظيفة، ولا يطلع عليها المغربي سوى في مجلات مشاهير العالم وقنواته الدولية.
تنظيم «هوامش» المهرجان يتم وفق ما تركه رواد الحركات الثورية السرية، فالمعلومة تنتقل من فم إلى أذن، وفي آخر لحظة حتى يضمن لها النجاح، وحتى يتم تجنيب تسربات غير مرغوب فيها لوجوه «كحل الراس» أو «لي زاغاب»، أي العرب في عامية بعض المفرنسين العنصريين الذين لا قوة لهم على الاختلاط مع من لا يتقن لغة موليير ولا يلبس من دور الموضة العالمية.
بمراكش يكفيك «سكانير» وحاسوب وطابعة ملونة في أحقر مقهى إنترنيت لكي تستنسخ دعوة العشاء الملكي وتتناول العشاء بجانب الأمير بـ10 دراهم على الأكثر، ولكي تظهر بمنظر الأعيان والمشاهير، يكفيك المرور عند متجر الملابس الإسبانية «زارا» بحي كًيليز الراقي واشتري ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، لكن كن حريصا على عدم قلع ورقة البيانات من الملابس، لأنك ستحتاجها غدا بعد أن تعود إلى ذات المتجر وتسترجع نقودك التي اقترضتها، قبل أن تعيد إليهم ملابسهم، بدعوى أنك توصلت بها كهدية، لكنك تريد مبادلتها بالنقود، لأنه ببساطة القانون الداخلي للمتجر، صنعه الإسبان للمنافسة، واستغله المغاربة للحيلة، لأنها ببساطة أحسن من العار.
مهرجان مراكش، تحول إلى «عراضة» عامة وباذخة لأصدقاء المغرب باسم السينما وباسم الفن، فيما السينما الحقيقية هي تلك القاعات المغلقة بمراكش التي تحكي أنه في زمن من الأزمنة كانت السينما في المدينة الحمراء منتشرة بين النخب والشعب، بلا حاجة إلى كل هذه القفاطين وربطات العنق المترفة حد السخرية في قناع الفن السابع، حتى صدق على المهرجان بعد سنوات من انطلاقته مقولة جدتي: «اللي شاط عليه الزعفران كيطيبو مع البربوش».
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2008
(136)
-
▼
نوفمبر
(66)
- بِينَاتْهُمْ
- حكاية البيضة والدجاجة.. بطريقة أخرى
- الأرقام الهاتفية مجهولة الهوية تثير مخاوف الأجهزة ...
- شريط من أربع ساعات يكشف تفاصيل شبكة للدعارة ببني ملال
- الوضع الاجتماعي يدفع الفتيات الى ممارسة الدعارة في...
- كم يبلغ راتب الملك محمد السادس؟
- الخطايا السبع
- الكوفية الفلسطينية تدخل عالم الموضة وتثير جدلا في ...
- حملة " حجابي عفتي " المغربية تتخطى الحدود الجغرافية
- ذكريات الدم لا تزال عالقة بين المغاربة والاسبان
- صورة وتعليق
- الممثلون
- مغربية تروي عذابها بين أيدي المتاجرين بالبشر في قبرص
- قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في...
- خارطة طريق لمصالحة الأجهزة الأمنية مع القانون
- شبح العنصرية يحاصر مغاربة الخارج
- الغلاء يُحوّل عيد الأضحى لكابوس يقض مضجع الفقراء
- حجابي عفتي
- قفطان بالكبص
- 1500 جندي مغربي يمشطون «قندهار»
- إصدار جديد لـ«قناص السجون»
- حرب مفتوحة بين أرباب المقاهي والسلطات بالمغرب عنوا...
- المغاربة... وموسم الهجرة إلى اليونان
- حملة نسائية ضد 'سلطان التبرج' في المغرب
- استنساخ دعوات العشاء الملكي بعشرة دراهم
- سميرة في الضيعة
- بلجيكا تقطع تعاونها الأمني مع «لادجيد»
- الحركة الأمازيغية... حالة حرب معلنة!
- عيشة قنديشة
- الصمت أكبر محرض على ارتفاع جرائم الاعتداء الجنسي ع...
- أمريكا تطلب من دول الخليج مساعدة بقيمة 290 مليار د...
- هل يوجد أحد في الطائرة؟
- " غوانتاناموات " المغـــــرب!
- سيدات وسيدات
- كيف تمت سرقة المغرب؟
- الحـيـاة الـزوجـيـة دون وثـائـق
- مباراة ضد التاريخ
- إشاعة زواج محمد السادس من امرأة ثانية!
- رونالدو يقضي ليلة ماجنة في فاس ومنع مغربيات من مرا...
- هؤلاء الملكيون أكثر من الملك
- الإسبانيات يتمردن أحسن..
- هيفاء وهبي تفضل بابا نويل على الشيخ نصر الله
- طلب يد أميرة مغربية فأحيل للتحقيق واتهم بالجنون!
- من سيربح المليار ؟
- الكوكايين يعبر فوق الجسر المغربي إلى أوربا
- شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقي...
- ناشط أمازيغي مغربي يتزوج في كنيسة بولونية
- المغرب يقاضي القناة الفرنسية الخامسة
- نداء من أجل الحرية والكرامة
- فصل المقال في ما بين الهريف والتخريف من اتصال
- تقنيات التعذيب بالمغـرب
- مشروع قانون جديد لتجريم التحرش الجنسي في المغرب
- 50 فرنك ضد 600 مليون
- دروس من العالم الحر
- رسالة من حمار مغربي إلى حمار أوباماسعيد الشطبي«سيد...
- بمبلغ لا يتعدى 1300 درهم... طالبات يعشن الحرمان لم...
- رحمة الأب '.. تنقذ ابنته المغربية من الدعارة
- اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
- النشرات الجوية في المغرب تنتصر على نور ومهنّد
- كاريكاتير
- فضائح أخرى بسجن «أبو غريب» بفاسفاس ـ لحسن والنيعام...
- الأمن يقتحم نقابة ابن الصديق «بحثا» عن المعطلين
- الزبدة وثمنها
- :: بيوت كثير من المغاربة لا تصلح لممارسة الشعائر ا...
- حكاية لا تنـــــام
- غير بالعَـرْبيّة عافاكْ
-
▼
نوفمبر
(66)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق