الأربعاء، 26 نوفمبر 2008
الغلاء يُحوّل عيد الأضحى لكابوس يقض مضجع الفقراء
صليحة بجراف
السلطات أرخت الحبل للشناقة للتلاعب بالأسعار "دون رقيب ولا حسيب"
مع اقتراب عيد الأضحى الذي لم تعد تفصلنا عن موعده سوى أسبوعين، تتزايد انشغالات المغاربة، خاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء والمعوزين حول كيفية تدبير الأضحية التي حولتها التقاليد والأعراف السائدة من سُنّة مؤكدة تجوز عند المقدرة إلى ضرورة حتمية. فأمام موجات الغلاء المتكرر الذي مس غالبية المواد الغذائية والخدمات الأساسية، لا يستبعد العديد من المواطنين، ارتفاع أثمنه الأضاحي بل إن بعضهم يشير إلى أنها لن تكون في متناول كل الفئات الاجتماعية.
ورغم تطمينات بعض المعنيين الذين أكدوا أن سعر الأضحية سيكون ما بين 34 و38 درهما للكيلوغرام فيما يخص سلالات "تمحضيت" و"بني و كيل" التي تقبل عليها فئات واسعة من المغاربة من ذوي الدخل المحدود فيما أثمنه سلالة "السردي" فستتراوح ما بين 40 و46 درهما للكيلوغرام إلا أن المشكل عند المتضررين هو من سيحد من جشع الوسطاء أو ما يعرف بـ"الشناقة" الذين يتناسلون بشكل مخيف مع اقتراب موعد عيد الأضحى، وهو ما يدفع بعض الكسابة إلى إخفاء مواشيهم الجاهزة للذبح، لا يعرضونها في الأسواق إلا في الأيام الأخيرة من موعد العيد، بدعوى أن الشناقة الذين يجنون إرباحا خيالية في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد العيد والتي تتجاوز ما يحصل عليه الكسابة طوال السنة هم الذين يدفعونهم لفعل ذلك.
ويحمل حماد العياشي (كسابة، بنواحي الصخيرات) المسؤولية للسلطات التي أرخت الحبل للشناقة الذين يتلاعبون بالأسعار "دون رقيب ولا حسيب".
وقال محدثنا "لو أن السلطات المعنية تقوم بواجبها، وتتدخل لمنع هؤلاء الذين يمتصون جيوب المواطنين الضعفاء في مثل هذه المناسبات لتمكن كافة المغاربة من شراء أضاحيهم كل حسب إمكانياته، خاصة وان هذا العام يبشر بالخير"، فالأمطار الأخيرة ـ يضيف ـ وفرت الكلأ وشجعت بالتالي الكساب عموما على تجديد قطيعه بالبيع في مثل هذه المناسبة التي تتزامن أيضا مع موسم الحج الذي تكثر فيه الحفلات والولائم، وبالتالي فإن الكساب يغتنم فرصة العيد لتحسين دخله، خاصة في المناطق الرعوية، لبيع ماشيته بهدف الربح عكس ما يشاع انه يحتفظ بها، كما انه يغتنم الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة في السنة لاسترجاع خسارته التي تكبدها طوال العام بعدما انخفاض مستوى استهلاك المغاربة للحوم الحمراء مقارنة مع السنوات الماضية بسبب الغلاء.
ومن جهتها أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن الدراسة التي قامت بها بتنسيق مع المهنيين، بينت أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى المقبل كاف لسد الطلب من الأضاحي الذي يناهز هذه السنة5 ملايين رأس، منها 6 ر4 مليون رأس من الأغنام و400 ألف رأس من الماعز، موضحة أن العرض يقدر ب8 ر6 مليون رأس، من بينها3 ر4 مليون رأس من ذكور الأغنام و5 ر2 مليون رأس من الماعز وإناث الأغنام.
وفيما يخص جودة الأضاحي، أكدت أنها "جيدة على العموم" رغم النتائج المتوسطة التي اتسم بها الموسم الفلاحي2007 -2008 والانعكاسات السلبية لارتفاع أثمان المواد العلفية في السوق العالمية.
وبخصوص الحالة الصحية للقطيع، اعتبر المصدر ذاته" جيدة في جميع مناطق المملكة" قائلة إن مرض طاعون المجترات الصغيرة مؤخرا في بعض مناطق المملكة "لم يؤثر سلبا على الحالة الصحية للقطيع الوطني للأغنام والماعز"، وذلك بفضل القيام بحملة وطنية معممة لتلقيح الأغنام والماعز، وهي الحملة التي ماتزال مستمرة ومكنت من تلقيح أكثر من19 مليون رأس، مضيفة أن المصالح المختصة ستقوم بعمليات للمراقبة الصحية البيطرية بمختلف نقط البيع، وسيتم وضع مداومة بيطرية يوم عيد الأضحى..
وبالنسبة لأثمنة الأضاحي، أشار المصدر ذاته إلى أنها تخضع للعرض والطلب، وتختلف حسب الجودة والصنف وسن الأضحية وكذلك حسب المناطق ومكان البيع والفترة التي تفصلنا عن العيد.
salihaabdala@hotmail.com
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2008
(136)
-
▼
نوفمبر
(66)
- بِينَاتْهُمْ
- حكاية البيضة والدجاجة.. بطريقة أخرى
- الأرقام الهاتفية مجهولة الهوية تثير مخاوف الأجهزة ...
- شريط من أربع ساعات يكشف تفاصيل شبكة للدعارة ببني ملال
- الوضع الاجتماعي يدفع الفتيات الى ممارسة الدعارة في...
- كم يبلغ راتب الملك محمد السادس؟
- الخطايا السبع
- الكوفية الفلسطينية تدخل عالم الموضة وتثير جدلا في ...
- حملة " حجابي عفتي " المغربية تتخطى الحدود الجغرافية
- ذكريات الدم لا تزال عالقة بين المغاربة والاسبان
- صورة وتعليق
- الممثلون
- مغربية تروي عذابها بين أيدي المتاجرين بالبشر في قبرص
- قصة «الفاسي».. الرجل الثاني في القاعدة الذي قتل في...
- خارطة طريق لمصالحة الأجهزة الأمنية مع القانون
- شبح العنصرية يحاصر مغاربة الخارج
- الغلاء يُحوّل عيد الأضحى لكابوس يقض مضجع الفقراء
- حجابي عفتي
- قفطان بالكبص
- 1500 جندي مغربي يمشطون «قندهار»
- إصدار جديد لـ«قناص السجون»
- حرب مفتوحة بين أرباب المقاهي والسلطات بالمغرب عنوا...
- المغاربة... وموسم الهجرة إلى اليونان
- حملة نسائية ضد 'سلطان التبرج' في المغرب
- استنساخ دعوات العشاء الملكي بعشرة دراهم
- سميرة في الضيعة
- بلجيكا تقطع تعاونها الأمني مع «لادجيد»
- الحركة الأمازيغية... حالة حرب معلنة!
- عيشة قنديشة
- الصمت أكبر محرض على ارتفاع جرائم الاعتداء الجنسي ع...
- أمريكا تطلب من دول الخليج مساعدة بقيمة 290 مليار د...
- هل يوجد أحد في الطائرة؟
- " غوانتاناموات " المغـــــرب!
- سيدات وسيدات
- كيف تمت سرقة المغرب؟
- الحـيـاة الـزوجـيـة دون وثـائـق
- مباراة ضد التاريخ
- إشاعة زواج محمد السادس من امرأة ثانية!
- رونالدو يقضي ليلة ماجنة في فاس ومنع مغربيات من مرا...
- هؤلاء الملكيون أكثر من الملك
- الإسبانيات يتمردن أحسن..
- هيفاء وهبي تفضل بابا نويل على الشيخ نصر الله
- طلب يد أميرة مغربية فأحيل للتحقيق واتهم بالجنون!
- من سيربح المليار ؟
- الكوكايين يعبر فوق الجسر المغربي إلى أوربا
- شبكات الدعارة تخفض سن ولوج المغربيات إلى سوق الرقي...
- ناشط أمازيغي مغربي يتزوج في كنيسة بولونية
- المغرب يقاضي القناة الفرنسية الخامسة
- نداء من أجل الحرية والكرامة
- فصل المقال في ما بين الهريف والتخريف من اتصال
- تقنيات التعذيب بالمغـرب
- مشروع قانون جديد لتجريم التحرش الجنسي في المغرب
- 50 فرنك ضد 600 مليون
- دروس من العالم الحر
- رسالة من حمار مغربي إلى حمار أوباماسعيد الشطبي«سيد...
- بمبلغ لا يتعدى 1300 درهم... طالبات يعشن الحرمان لم...
- رحمة الأب '.. تنقذ ابنته المغربية من الدعارة
- اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
- النشرات الجوية في المغرب تنتصر على نور ومهنّد
- كاريكاتير
- فضائح أخرى بسجن «أبو غريب» بفاسفاس ـ لحسن والنيعام...
- الأمن يقتحم نقابة ابن الصديق «بحثا» عن المعطلين
- الزبدة وثمنها
- :: بيوت كثير من المغاربة لا تصلح لممارسة الشعائر ا...
- حكاية لا تنـــــام
- غير بالعَـرْبيّة عافاكْ
-
▼
نوفمبر
(66)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق